ذكر علي لاريجاني، مستشار علي خامنئي، على منصة "إكس" أن إيران وأميركا دخلتا في وضع جديد فيما يتعلق بالقضية النووية، وإذا أرادت الإدارة الأميركية الجديدة ألا تمتلك طهران سلاحًا نوويًا، فعليها قبول شروطنا، مثل "تعويض الخسائر"، ومنح امتيازات أخرى للوصول إلى "اتفاق جديد".
وأشار لاريجاني أيضًا إلى الوضع الجديد، الذي تواجهه الدولتان في القضية النووية، وكتب: "أميركا ألغت الاتفاق السابق (برجام) وخرجت منه، وبهذا تسببت بخسائر لإيران". وأضاف أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم ورفعت درجة نقاوته إلى أكثر من 60%.
ونشر علي لاريجاني هذا النص بعنوان "فهم صحيح"، في إشارة إلى التفسيرات، التي تناولت تصريحاته بشأن البرنامج النووي، خلال مقابلته مع موقع "khamenei.ir"، المختص بنشر الأخبار والمواقف الرسمية للمرشد الإيراني، علي خامنئي.
ويعمل لاريجاني حاليًا، الذي يُقال إنه قد يُعيّن قريبًا من قِبل خامنئي أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي بدلًا من علي أكبر أحمدِيان، مستشارًا للمرشد الإيراني، وقد زار سوريا ولبنان مؤخرًا كمبعوث له.
خط أحمر لم يعد أحمر
أكد مسؤولو النظام الإيراني مرارًا أن الحوار والمفاوضات مع ترامب، الذي أصدر أمر اغتيال قاسم سليماني، خط أحمر. لكن في مقابلة لاريجاني مع موقع (khamenei.ir)، تحدث عن المفاوضات مع أميركا دون أي إشارة إلى شروط مسبقة، وأكد أنه إذا كان الغربيون لا يقبلون بالاتفاق النووي، فإن إيران مستعدة لاتفاق جديد.
وأشار، في هذه المقابلة، إلى أنه "على أي حال نحن رفعنا مستوى التخصيب إلى أكثر من 60%"، وقال إن الدول الغربية أمام خيارين: العودة إلى الاتفاق النووي أو الوصول إلى اتفاق جديد.
وشدد مستشار خامنئي على أنه إذا لم تقبل الأطراف الغربية بالاتفاق النووي، فإن الاتفاق "ليس نصًا مقدسًا"، وإذا شعر الأميركيون بأنهم خُدعوا، فليتفاوضوا حول قضايا جديدة.
وقال لاريجاني: "أنتم تقولون: نقبل بإيران نووية ولكن لا تتجه نحو القنبلة، لا بأس! نحن لدينا تخصيب بهذا المستوى، حسنًا تعالوا لنتفق، إيران لديها شروط لهذا الأمر بناءً على التجربة السابقة، نحن لن نتجه نحو القنبلة، وأنتم تقبلون شروطنا. اتفقوا على اتفاق جديد".
زيارات إقليمية وتصعيد جديد
عاد لاريجاني في الأيام الأخيرة إلى صلب السياسة الإيرانية؛ فقد زار سوريا كممثل خاص للمرشد الإيراني والتقى بشار الأسد، ومن دمشق توجه إلى بيروت وأجرى محادثات مع مسؤولين لبنانيين، خلال الأيام الماضية.
قرار مجلس المحافظين ضد البرنامج النووي الإيراني
يأتي الحديث عن المفاوضات في وقت ازدادت فيه احتمالية إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، تزامنًا مع تغيير الإدارة الأميركية.
وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، دعت إيران رسميًا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لزيارة طهران، يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وبعد زيارة غروسي، ورغم اجتماعاته مع الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية، وورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، تبنى مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارًا يدين طهران، بناءً على تقريره عن برنامجها النووي.
والجدير بالذكر أن الملف النووي الإيراني، الذي أُحيل إلى مجلس الأمن الدولي في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، خرج من المجلس في عهد خلفه، حسن روحاني، مع توقيع الاتفاق النووي. ولكن مع التطورات الأخيرة، خاصة بعد فوز ترامب، هناك احتمال لتفعيل آلية الزناد، التي تعني إحالة الملف النووي الإيراني مجددًا إلى مجلس الأمن.
وفي بيان مشترك صدر فور نشر خبر تبني القرار، وصفت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتان القرار بأنه "سياسي وغير واقعي ومدمر".
وذكر البيان، أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أصدر تعليمات لاتخاذ خطوات فعالة تشمل تشغيل مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة من أنواع مختلفة ردًا على القرار.
وأعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن تخصيب اليورانيوم "سيزداد بشكل ملحوظ"، ردًا على القرار الجديد لمجلس المحافظين.
وقال كمالوندي، يوم أمس الجمعة، لوسائل الإعلام الحكومية في إيران، إن هذا القرار تم اتخاذه في إطار "الإجراءات التعويضية لإيران ردًا على القرار الجديد لمجلس المحافظين"، و"بدأ فورًا".