قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، في لقائه عددًا من ممثلي وسائل الإعلام الأميركية، وفقًا لتسجيل صوتي حصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، إن "إيران مستعدة للتخلي عن جميع أسلحتها إذا قامت إسرائيل بالشيء نفسه".
وأضاف بزشكیان: "نحن مستعدون للتخلي عن جميع أسلحتنا، بشرط أن تتخلى إسرائيل أيضًا عن أسلحتها، وأن تتولى منظمة دولية ضمان الأمن في المنطقة. وفي الواقع، لا نحتاج إليهم؛ لأننا قادرون على ضمان أمننا بأنفسنا".
وفي جزء آخر من اللقاء، ردًا على سؤال حول تزويد إيران روسيا بالأسلحة لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، نفى بزشكیان هذه المزاعم، قائلاً: "لماذا نلجأ إلى قتل بعضنا البعض بدلاً من الحوار؟".. مؤكدًا: "الإرهاب هو الإرهاب، سواء كان مرتكبه عربيًا أو أعجميًا، إسرائيليًا أو أميركيًا أو إيرانيًا. إذا ارتكب شخص عملاً إرهابيًا، فهو إرهابي، لكن لا يجوز أن نقول عن طرف إنه يدافع عن نفسه، بينما نصف الطرف الآخر بالإرهاب، بغض النظر عن أفعاله".
وخاطب بزشكيان ممثلي الإعلام الأميركي الحاضرين، قائلاً: "هذا هو جوهر رسالتنا، والآن بإمكانكم نشرها بالطريقة التي ترونها مناسبة. تعالوا نتعاون لنتجنب الحرب؛ فما يمكن حله بالحوار لا يجب حله بالصواريخ والأسلحة".
وأضاف: "تعالوا نساعد في تحقيق السلام والأمن في العالم، نحن مستعدون لذلك، ولا نرغب في الحرب. ليس لدينا أطماع في أراضي أية دولة ولا نسعى لإثارة الاضطراب في أي مكان".
وأكد: "هذا لا يعني أنه لا يوجد بعض الإيرانيين الذين قد يقومون ببعض الأفعال في بعض الأماكن. قد يحدث هذا، تمامًا كما قد يحدث داخل بلدنا أن يقوم البعض بأفعال معينة. لكن القول إننا نحن من نفعل ذلك ليس صحيحًا. هناك دائمًا أفراد لا يقبلون بالحدود ويتصرفون بشكل مستقل، ولا ينبغي تحميلنا مسؤولية أفعالهم".
وقال أيضًا: "نحن نتحدث بصدق. لا أجيد كثيرًا السياسة والكذب، لذا أرغب في الحديث مع الأشخاص بصدق. لا نريد أن نخدع أحدًا، ولا نسمح لأحد بخداعنا". وأضاف رئيس الحكومة الإيرانية: "أقسم بالله، نحن بشر ولسنا دعاة حرب".
وفي وقت لاحق، نفى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، هذه التصريحات، إلا أن التسجيل الصوتي أكد أن بزشكيان أدلى بها خلال لقائه الإعلاميين الأميركيين يوم الاثنين، 23 سبتمبر (أيلول).
وأدلى بزشكيان، الذي يزور نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أيضًا بتصريحات أخرى، يوم أمس الاثنين؛ حيث أدان عمليات إسرائيل في غزة ولبنان. واتهم إسرائيل بمحاولة استدراج إيران إلى حرب شاملة، مؤكدًا أن إيران لا تسعى للحرب، بل تدعو إلى السلام والأمن في المنطقة.
وقال في لقاءات وتصريحات منفصلة، يوم أمس أيضًا، إن إسرائيل تسعى لاستدراج إيران إلى الحرب، لكنه أكد في الوقت نفسه أن إيران عازمة على الانتقام لمقتل إسماعيل هنية في طهران.
وأضاف بزشكيان في تصريحاته على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "نريد أن نعيش بسلام، لا نريد الحرب. إسرائيل هي من تسعى إلى خلق صراع شامل".
وبحسب التسجيل الصوتي، الذي حصلت عليه قناة "إيران إنترناشيونال"، فإن بزشكيان أشار إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وقال إن إسرائيل تحاول دفع إيران إلى موقف لا ترغب طهران في الوصول إليه.
وفيما يتعلق بتأخر ما يُسمى "الرد القاسي"، الذي تنوي إيران القيام به؛ انتقامًا لمقتل إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، أشار بزشكيان إلى المشاورات بين إيران والدول الغربية، قائلاً: "قيل لنا إن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيتم التوصل إليه في غضون أسبوع، لكن هذا الأسبوع لم يأتِ أبدًا، وبدلاً من ذلك واصلت إسرائيل توسيع هجماتها".
ومع ذلك، بعد ساعات من انتشار هذه التصريحات، أصدر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، بيانًا نفى فيه ما ذكرته بعض وسائل الإعلام من أن مسعود بزشكيان قال إن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل، مشددًا على أن "بزشكيان لم يدلِ بهذه التصريحات مطلقًا".
وأخبر عراقجي وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني: "على عكس ما تم تداوله، أدان الدكتور بزشكيان صباح اليوم في نيويورك بشدة الجرائم، التي ارتكبها النظام الصهيوني في غزة واعتداءاته على لبنان، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا تتوافق مع أي معايير إنسانية أو دولية ويجب أن تتوقف".
وأضاف: "كما أعرب بوضوح عن أن هذه الجرائم، بما في ذلك اغتيال الشهيد هنية في طهران، لن تمر دون رد، وسيتم الرد في الوقت المناسب".
وأكد عراقجي أن "إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه العدوان الأخير للنظام الصهيوني على لبنان وستدافع عن لبنان بشكل كامل".
مع ذلك، ركزت وكالة "تسنيم"، في تقاريرها حول لقاءات مسعود بزشكيان يوم أمس الاثنين، مع قادة عدة دول، على تأكيده ضرورة إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية وإحلال السلام والأمن.
وذكرت وكالة "تسنيم" أن بزشكيان التقى، صباح الاثنين، الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في مقر إقامته؛ حيث أكد أن سياسة إيران الخارجية تقوم على خفض التوتر، والتعاون البنّاء مع دول العالم، وتحقيق السلام والاستقرار والأمن، قائلاً: "نؤكد ضرورة الحوار والتعاون بدلاً من الحرب والنزاع بين دول العالم من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة، ونؤيد التعددية في حل القضايا".
وعلى الرغم من تجاهل الاتهامات الغربية المتكررة بأن إيران تدعم الإرهاب وتنتهك القانون الدولي، أكد بزشكيان أن "السلام والأمن العالميين لن يتحققا إلا إذا التزمت جميع الدول بالمواثيق الدولية، ووقفت بشكل جماعي في وجه أي عدوان من أي دولة ضد أخرى".