ارتفع عدد ضحايا انفجار منجم طبس في إيران إلى 50 قتيلاً بعد وفاة أحد المصابين، حيث نُقل جثمانه إلى "يزد" للتبرع بأعضائه بناءً على طلب عائلته. فيما أشارت صحيفتا "شرق" و"جمهوري إسلامي" إلى الظروف القاسية التي تواجهها أسر الضحايا، وانتقدتا تقاعس المسؤولين في منع وقوع الكارثة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "شرق"، يوم الأربعاء 25 سبتمبر (أيلول)، قال أحد المسؤولين في منجم معدنجوي طبس، مبررًا تجاهل الإدارة لشكاوى العمال بشأن الظروف الخطيرة في المنجم: "هناك دائمًا احتمال لوقوع حوادث، الجميع يشتكي من رؤسائهم، وكل شخص في وظيفته يواجه مخاطر".
وعندما اعترض الصحافي على تصريحه لأن الأمر يتعلق بحياة العمال، رد المسؤول قائلاً: "هل يمكنك ضمان عدم انفجار إطار سيارتك أثناء القيادة؟"
وأشار التقرير إلى أن العمال حذروا منذ فترة طويلة من ارتفاع مستويات الغاز في المنجم، لكن هذه التحذيرات قوبلت بالتجاهل من قِبل المديرين.
ولو تم قياس مستوى الغاز بشكل صحيح واستخدام أنظمة تهوية أكثر فعالية، لكان بالإمكان تجنب هذه الكارثة.
محمد حسن نامي، رئيس هيئة إدارة الأزمات في إيران، أقر بوجود نقص في إجراءات السلامة داخل المناجم، وقال لصحيفة "شرق" إن العديد من المناجم في إيران تفتقر إلى أنظمة المراقبة الضرورية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث، مشددًا على ضرورة القيام بزيارات تفتيشية منتظمة لضمان السلامة.
وأضاف التقرير أن الحد الأقصى لأجر العمال في المنجم لا يتجاوز 20 مليون تومان (حوالي 300 دولار) شهريًا، بينما اضطرت الأسر لدفع ما بين 15 إلى 20 مليون تومان لنقل جثامين أحبائهم، كما لجأوا لاستخدام الثلج لحفظ الجثث لعدم توفر عربات مزودة بثلاجات.
وأفاد أحد العمال بأنه حذر من وجود الغاز في نهاية نوبته، لكن رئيسهم تجاهل الأمر وطلب منهم مواصلة العمل.
وأشار عامل آخر إلى أن تصريحاتهم تم فرض الرقابة عليها في مقابلات مع التلفزيون الرسمي، مؤكدًا أن العمال يفتقرون إلى أبسط وسائل الحماية مثل حقائب النجاة وأقنعة التهوية الفعّالة.
في وقت سابق، صرح والد أحد عمال المنجم القتلى لصحيفة "پیام ما" قائلاً: "المنجم كان دائمًا مليئًا بالغاز، وكان العمال يعانون من حروق في أعينهم، وعندما طلبوا قطرات لأعينهم، قال المسؤولون لهم فقط اغسلوا عيونكم بالماء".
من جهتها، سلطت صحيفة "جمهوري إسلامي" الضوء على التناقضات في تصريحات المسؤولين.
فبينما نفى وزير العمل وجود أي تقصير، معتبرًا ما حدث "مجرد حادث"، قال نواب ومسؤولون آخرون إن عدم مراعاة معايير السلامة كان السبب الرئيس وراء الكارثة.
زهرا سعیدی، المتحدثة باسم لجنة الصناعات والمناجم في البرلمان، صرحت يوم الثلاثاء بأن سبب الانفجار كان الإهمال في تطبيق معايير السلامة، وأكدت أن "جهاز الإنذار المركزي في المنجم إما كان معطلاً أو غير موجود أساسًا".
وأشارت "جمهوري إسلامي" إلى أن العمال الـ50 لقوا حتفهم بعد عامين من زيارة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي لمنجم طبس في سبتمبر (أيلول) 2021، حيث منح المقاول 20 يومًا لتحسين ظروف العمل.
من جانبه، قال محمد علي آخوندي، مدير إدارة الأزمات في محافظة خراسان الجنوبية، يوم الثلاثاء، إن جميع العمال المحاصرين في منجم معدنجوي يُعتبرون في عداد الموتى، ولا تزال جثامين 10 عمال عالقة في المنجم.
وكانت وسائل الإعلام قد أفادت مساء السبت 21 سبتمبر (أيلول) بوقوع انفجار في أحد ورش شركة معدنجوي للفحم الحجري في طبس بسبب "تسرب غاز".
وفي وقت لاحق، أعلن مسؤولون أن عدد العمال المتواجدين في الموقع وقت الحادث كان 65 عاملاً.
وتشير تقارير سابقة إلى أن 69 عاملاً كانوا يعملون في منطقتي " سي" و"بي" في المنجم وقت الانفجار.