نقلت وكالة "رويترز"، يوم الخميس 26 سبتمبر (أيلول)، استنادًا إلى تقرير سري لمراقبي العقوبات في الأمم المتحدة، أن الحوثيين في اليمن، قد تحوّلوا إلى "تنظيم عسكري قوي" بدعم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، وخبراء عراقيين.
وبحسب هذا التقرير، فإن الدعم المتنوع من "المصادر الخارجية" للحوثيين، بما في ذلك إرسال معدات وتكنولوجيا عسكرية، ودعم مالي وتدريب الأعضاء، كان "غير مسبوق".
وأكد مراقبو العقوبات في الأمم المتحدة أن الحوثيين، بناءً على شهادات الخبراء العسكريين والمسؤولين اليمنيين وأشخاص مقربين من الحوثيين، "غير قادرين على تطوير وإنتاج أنظمة أسلحة معقدة دون دعم خارجي".
وأضافت "رويترز" أن الحوثيين، إلى جانب حماس وحزب الله وبعض الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، هم جزء من "محور المقاومة" الذي تم إنشاؤه بدعم من إيران على مدى العقود الماضية، ولا يزال نشطًا.
وفي 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، شن أعضاء حماس هجومًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 آخرين. وردت إسرائيل بشن عمليات عسكرية واسعة في قطاع غزة.
ومن جانب آخر، انخرطت الجماعات التابعة لإيران، بما في ذلك حزب الله والحوثيون، في دعم حماس مما أدى إلى تأجيج النزاع في المنطقة.
وأشار التقرير السري لمراقبي الأمم المتحدة إلى أن الحوثيين يستخدمون جوازات سفر مزورة للسفر إلى إيران ولبنان والعراق، حيث يتلقون تدريبات تكتيكية وفنية.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الحوثيين، الذين يخضعون لحظر تسليح منذ عام 2015 من قبل الأمم المتحدة، يستخدمون أنظمة تسليح مشابهة لتلك التي تستخدمها إيران والجماعات المدعومة منها.
وفي تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" في 16 يونيو (حزيران)، ذُكر أن الحوثيين بدأوا في استخدام طرق جديدة، مثل جيبوتي، لاستيراد الأسلحة بدلاً من الطرق المباشرة من إيران.
ونفى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في 16 سبتمبر (أيلول)، خلال أول مؤتمر صحافي له كرئيس جديد للحكومة في إيران، دعم طهران للحوثيين بالأسلحة.
كما أشار مراقبو الأمم المتحدة في تقريرهم إلى استخدام الحوثيين لجوازات السفر المزورة لتسهيل نقل السلع أو الأسلحة غير القانونية، أو للسفر خارج البلاد للتدريب العسكري.
وحذر التقرير أيضًا من التعاون المتزايد بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، شدد المرشد الإيراني علي خامنئي، على ضرورة وقف تصدير النفط والمواد الغذائية إلى إسرائيل، ودعا الدول الإسلامية إلى عدم التعاون الاقتصادي مع تل أبيب.
وعقب تصريحات خامنئي، وتصاعد النزاع بين حماس وإسرائيل، شن الحوثيون هجمات على السفن الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مما عرّض أمن الملاحة في المنطقة للخطر في الأشهر الأخيرة، ووصلت بعض هذه الهجمات حتى إلى المحيط الهندي.
وحذر توم شارب، القائد السابق في البحرية البريطانية، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" يوم 14 سبتمبر (أيلول)، من أن الحوثيين يتغلبون على الولايات المتحدة في البحر الأحمر.