يواصل مؤيدو النظام في إيران الضغط على المسؤولين، مطالبين بالانتقام لمقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في الوقت الذي تظل فيه التصريحات الرسمية الإيرانية بعيدة عن اتخاذ قرار بالرد المباشر على إسرائيل.
وكثُرت الدعوات على شاشات التلفزيون الإيراني إلى الثأر؛ حيث طالب معظم مقدمي البرامج المسؤولين بمهاجمة إسرائيل؛ ردًا على مقتل نصرالله.
كما طالبت المسيرات، التي نظمها مؤيدو النظام في الشوارع، على مدار اليومين الماضيين، بضرورة الانتقام لمقتل نصرالله.
وفي هذا السياق، تحدث محمد جواد ظريف، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، حول رد فعل إيران على مقتل نصرالله، قائلاً: "إن القيادة العليا والنظام سيتخذان القرار في هذا الشأن". وأضاف: "سيكون رد إيران في الوقت المناسب وبحسب اختيارها".
وتعكس تصريحات ظريف مواقف مشابهة، سبق أن أبداها المسؤولون الإيرانيون، بعد مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؛ حيث تم تأجيل الانتقام إلى أجل غير مسمى.
وقال محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، في جلسة البرلمان اليوم الأحد، 29 سبتمبر (أيلول)، إن إيران ستدعم "المقاومة" بلا حدود دون تردد. ومع ذلك، لم يظهر في تصريحاته أي تأكيد على الانتقام.
ولم يرسل المرشد الإيراني، علي خامنئي، بعد مقتل نصرالله، أي إشارة مباشرة إلى الانتقام؛ فقد قال في رسالته، التي أصدرها قبل ساعات من تأكيد مقتل نصرالله: "إن على جميع المسلمين الوقوف إلى جانب شعب لبنان وحزب الله بإمكاناتهم".
كما أصدر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، بيانًا، بعد مقتل نصرالله، ولم يشر فيه إلى نية إيران في الانتقام، بل أكد أن "المقاومة" لن تبقى بلا قيادة في غياب نصرالله.
من جانبه، حذر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في خطابه يوم الجمعة الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، المسؤولين الإيرانيين بشكل مباشر، قائلاً إن "الأذرع الطويلة لإسرائيل تصل إلى أي نقطة في إيران". وأضاف: "إذا هاجمتمونا، سنهاجمكم".
وفي هجوم إسرائيلي يوم الجمعة على مقر حزب الله في بيروت، قُتل أيضًا أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني. وفي بيان أصدره الحرس الثوري يوم الأحد، أكد مقتل عباس نیلفروشان، الذي كان قد عُيّن قائدًا للحرس الثوري في لبنان منذ الأول من إبريل (نيسان) الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عقوبات على نیلفروشان وقائدين آخرين في الحرس الثوري، هما محمد كاظمي وأحمد شفاهي، بسبب "دورهم الوحشي في قمع الاحتجاجات بإيران".
ورغم تأكيد الحرس الثوري مقتل نیلفروشان، في بيانه، لم يشر إلى أي نية للانتقام، مكتفيًا بسرد تاريخه العسكري.
فيما صرح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، بأن هذا العمل الإسرائيلي "لن يبقى دون رد".
ووعد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام إثر مقتل إسماعيل هنية، في طهران، بعد حضوره مراسم أداء البمين الدستورية للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لكنهم أجلوا ذلك إلى وقت غير محدد. وكانت حجتهم، على الأقل في التصريحات العامة، أن الرد السريع قد يكون فخًا لاستدراج النظام إلى حرب مباشرة، ولذلك تم الامتناع عن ذلك.
وفي وقت سابق من هذا العام، ردت إيران على هجوم إسرائيلي استهدف قنصليتها في دمشق في إبريل الماضي بشن هجمات بالطائرات المُسيَّرة والصواريخ، لكن أكثر من 99 بالمائة من الصواريخ والطائرات تم اعتراضها وتدميرها دون أن تسبب أي أضرار.
وفي الوقت الحالي، ومع ضعف قيادة حزب الله بشكل كبير وتراجع القوة العسكرية لحماس، أصبحت الأذرع الإقليمية لإيران أضعف من أي وقت مضى، كما أن الهجمات المحدودة للحوثيين لا تكفي لتحقيق أهداف إيران الانتقامية.