امتلأت صحف إيران الصادرة، اليوم الأحد، بصور وعناوين حول أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بعد مقتله في الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، مساء الجمعة 27 سبتمبر (أيلول) الجاري.
وتفننت الصحف الإيرانية في إطلاق العناوين على حسن نصرالله، واصفة إياه تارة بـ "سيد المظلومين"، وتارة بـ "المجاهد الكبير"، وتارة أخرى بـ "الشهيد الخالد".
لكن صحفًا أخرى أبدت تخوفها من تداعيات هذا الحادث، حيث وصفته صحيفة "ستاره صبح" بـ "الزلزال السياسي في المنطقة"، ناشرة صورة لحسن نصرالله، وتحتها صور أصغر لأبرز القادة، الذين لقوا حتفهم في الفترة القليلة الماضية، ويتوسطهم نائب عمليات الحرس الإيراني، وقائد قوة القدس في لبنان، عباس نيلفروشان، الذي لقي مصرعه هو الآخر مع حسن نصرالله.
واللافت للنظر هو أن نبرة الصحف المعروفة بدعواتها السابقة للحرب والمواجهة المباشرة قد خفتت بشكل ملحوظ، بعد أن أصبح خيار الحرب حقيقة فعلاً، وليس دعاية إعلامية، ويبدو أن ذلك جاء بتعليمات من السلطات الإيرانية، التي بات موقفها ضعيفًا للغاية يشكو منه الحلفاء ويشمت به الخصوم.
واكتفت الصحف في المقابل بترديد بعض التصريحات، التي صدرت في بيانات التعزية من قِبل المسؤولين الإيرانيين، مثل المرشد علي خامنئي، الذي أكد أن حزب الله لن ينتهي بانتهاء أمينه العام، حسن نصرالله، وأن المقاومة ضد إسرائيل في لبنان ستكون أقوى في الفترة المقبلة، مُقِرًّا في الوقت نفسه بأن الضربة، التي حلت بالحزب، كانت كبيرة ومؤلمة.
وحاولت صحيفة "خراسان" الأصولية الإجابة عن سؤال: "لماذا كان حسن نصرالله مهمًا بهذا الحجم بالنسبة لإيران؟"، وقالت إن هذه الأهمية تكمن في أن نصرالله كان مدافعًا وذائدًا مخلصًا عن إيران في الأيام الصعبة، لاسيما أنه كان موجودًا بالقرب من إسرائيل، ووجوده هناك كان يعطي الطمأنينة للمسؤولين وصُنّاع القرار في طهران.
والآن يمكن لنا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"ستاره صبح": على إيران الاستعداد للحرب المحتملة
قال الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي بور، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن على إيران الاستعداد للحرب المحتملة، مؤكدًا أن هدف إسرائيل بات واضحًا، فالدور قادم على طهران بعد حماس وحزب الله.
ولفت الكاتب إلى أن إيران حاولت حتى الآن عدم الانجرار إلى الحرب، لكن ذلك يجب ألا يُفسر بأنها تكتفي بدور المتفرج؛ لأن جميع جماعات محور المقاومة تعمل بالتنسيق مع إيران، وجميع ما تقوم به يتم الموافقة عليه في طهران، حسب تعبير الكاتب.
كما لفت الكاتب إلى أن الكثيرين قد خُدعوا بالقدرة الردعية لدى إيران؛ لأنه تم تضخيم هذا الموضوع في وسائل الإعلام، موضحًا في الوقت نفسه أن على طهران الاستعداد للحرب المحتملة، حتى لو لم تكن راغبة فيها.
وتمنى الكاتب ألا تضطر إيران إلى هذه الحرب؛ لأن الحرب بين طهران وتل أبيب تعني مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة أيضًا.
"همدلي": لماذا لا ترد إيران على إسرائيل بعد كل هذه الأحداث؟
ذكر الكاتب والمحلل السياسي، حميد رضا عظيمي، في مقال بصحيفة "همدلي"، أن العالم اليوم كله ينتظر رد إيران على إسرائيل، بعد سلسلة من الضربات والهجمات، التي نفذتها إسرائيل ضد طهران وحلفائها.
ورأى الكاتب أن هذا الانتظار ربما يطول، ولن يكون هناك رد من إيران؛ لأن صُناع القرار في طهران باتوا مؤمنين بضرورة عدم "الوقوع في فخ الحرب"، مهما كانت التكاليف والتبعات.
وفي سياق متصل انتقد الكاتب تصريحات مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، الذي قال تعليقًا على اغتيال حسن نصرالله: "إن إسرائيل بدأت تتجاوز خطوط إيران الحمراء"، متسائلاً بالقول: "ماذا عن الأعمال السابقة، مثل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل إسماعيل هنية في قلب طهران وغيرهما من الملفات والاغتيالات، التي قامت بها تل أبيب ضد أهداف إيرانية؟".
وأشار الكاتب إلى تساؤلات الرأي العام الإيراني والعالمي حول عدم قيام إيران برد مناسب يرتقي إلى مستوى الهجمات الإسرائيلية.. لافتًا إلى تداول مقاطع فيديو للمرشد الإيراني وقيادات عسكرية بارزة في إيران توعدت إسرائيل بالويل والفناء في حال ارتكبت خطأً صغيرًا بحق إيران، لكن- يضيف الكاتب- يتساءل الجميع اليوم عن سبب تعلل إيران وعدم قيامها بهذا الرد الذي طالما وعدت به.
وختم الكاتب أن هذه التساؤلات مشروعة ومن يسألونها ليسوا دعاة حرب وخراب، وإنما يقدمون سؤالًا مشروعًا يرون فيه أن إسرائيل لن تتوقف، ما لم تواجه حجرة صلبة أمامها، وإذا كانوا اغتالوا إسماعيل هنية في طهران فإنهم سيتقدمون ويقتلون هذه المرة قيادات إيرانية رفيعة في طهران أيضًا.
"كيهان": الانضمام إلى ""FATF تعني الاعتراف بحزب الله منظمة إرهابية
عارضت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مساعي حكومة بزشكيان الإصلاحية الرامية للانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) وقالت إن الانضمام إلى هذه المنظمة الدولية تعني قبول قوانينها، التي تنص على تصنيف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.
كما أكدت أن هذا الانضمام يقود إلى قطع العلاقات المالية بين إيران وجماعات محور المقاومة، مضيفة أن "قطع هذه الأذرع في المنطقة يعني الخطوة الأولى في ابتلاع إيران من قبل النظام الغربي والصهيونية العالمية".
كما نوهت إلى أن مثل هذا الأمر يقود إلى إبعاد إيران عن المعادلات الدولية، ولن يكون لطهران أي دور في التطورات والأحداث التي تقع في المنطقة والعالم.