بات العالم الآن في انتظار الرد الإسرائيلي، بعد هجوم إيران الصاروخي، مساء الثلاثاء، ولم تُعرف بعد ما هي أبعاد هذا الهجوم ونطاقه ولا تداعياته المستقبلية.
الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول)، تناولت هذا الموضوع من أبعاد مختلفة، وحاولت الإجابة عن تساؤلات بخصوص نهاية هذه الردود والردود المقابلة، وما إذا كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى حرب واسعة بين الجانبين.
صحيفة "كيهان" الأصولية توقعت "حربًا شاملة" بين إيران وإسرائيل مستقبلاً، مؤكدة أن جميع التوقعات تشير إلى أن إسرائيل سوف ترد على هجوم إيران، وقالت إن الحرب القادمة ستحدد مصير المنطقة بأكملها، داعية وسائل الإعلام والإعلاميين إلى الاصطفاف بجانب النظام، ورفع المعنويات مقابل ضغوط الأعداء.
ولفتت صحف أخرى إلى تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس حول هذه الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث أكد خامنئي أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه الحروب هو أن تغادر الولايات المتحدة الأميركية المنطقة، وإلا فإن دوامة الصراعات والحروب سوف تستمر وتتصاعد.
صحيفة "جوان" أيضًا اقترحت أن تسلك إيران مسار الحصول على الأسلحة النووية، لخلق قوة ردع أمام الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحلفائهما الأوروبيين، مشددة على ضرورة الاستمرار بالإعلان عن عدم الرغبة في صنع السلاح النووي، لكن في السر والخفاء، يجب أن تكون إيران قد سلكت جميع مراحل صناعة الأسلحة النووية وتصبح قادرة على حيازتها في اللحظة التي تريد ذلك.
ونشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالاً للمحلل السياسي، مهدي مطهر نيار، أشار فيه إلى الرد الإيراني على إسرائيل، وقال إن ما تعرضت له إيران ومحور المقاومة من ضربات من قِبل إسرائيل جعل مفهوم الصبر الاستراتيجي يفقد أي معنى له، كما أن امتناع إيران عن الرد سبب تآكل شعبيتها في الداخل وبين مؤيدي محور المقاومة في الخارج؛ ما جعل مثل هذا الرد يكون ضروريًا وحاجة أساسية.
وفي شأن آخر علقت الصحيفة على زيارة الرئيس الإيراني الحالية إلى قطر واعتبرتها زيارة مهمة، جاءت في وقت حساس، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "أهداف مهمة في زيارة الرئيس إلى قطر"، لافتة إلى أن الزيارة تهدف إلى إيجاد حلول مشتركة للمشاكل في المنطقة، بما فيها ما يجري في غزة ولبنان.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية بعض الصحف:
"كيهان": استمرار الوضع الراهن يجعل الحرب الشاملة ضد إسرائيل حتمية
أكدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن الظروف التي باتت تسود المنطقة غير مسبوقة، وأن المواجهة بين إيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى أصبحت "علنية"، وبدأ الطرفان يتركان التصريحات الدبلوماسية و"الحروب غير المباشرة" والدخول في نوع جديد من المواجهة والصدام بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن اغتيال حسن نصرالله بشكل معلن من قِبل إسرائيل وهجوم إيران الصاروخي على المدن الإسرائيلية، هما مظهران من مظاهر هذا التغير في المواجهة، وتساءلت بالقول: ماذا سيكون الرد الإسرائيلي على هجوم إيران، وكيف ترد إيران على الرد الإسرائيلي؟ وهل ستقود هذه الردود والردود المضادة إلى حرب شاملة بين الجانبين؟
الصحيفة رأت أن الحرب الواسعة حتمية بين الطرفين إذا استمرت إسرائيل بهذا النهج، مشيرة إلى أن هناك حاجة لحرب شاملة ستحدد كل شيء في المنطقة، وكتبت: "يجب انتظار الحرب المصيرية والنهائية.. الحرب التي ستحدد مصير الشرق الأوسط بأكمله".
كما توقعت الصحيفة أن تقوم إسرائيل بالرد على إيران بعد هجوم الثلاثاء، وادعت أن إيران هي الأخرى سترد مباشرة على الهجوم الإسرائيلي المرتقب، لكن هذه المرة سيكون الرد الإيراني أكبر من ردها الأخير، حسبما ورد في الصحيفة المقربة من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية في إيران.
"جوان": إيران عليها امتلاك السلاح النووي متى أرادت
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، دعت النظام إلى التفكير جديًا في صنع القنبلة الذرية، وقالت إنه على إيران، التي تعلن دائمًا أنها لا تنوي امتلاك الأسلحة النووية، أن تسير في معرفة كل الطرق العلمية والتقنية لصناعة السلاح النووي، حتى لو كانت لا تريد امتلاك هذا السلاح، فمعرفة طريقة صنع القنبلة الذرية يجب أن لا تتوقف لدى إيران.
وذكرت الصحيفة أن إيران يجب أن تصل إلى مرحلة "إمكانية صنع السلاح النووي فور إرادتها" بمعنى أنها تصبح قادرة على امتلاك هذا السلاح بمجرد أن تقرر ذلك، وفي اللحظة التي تريد، ما يعني من الناحية العملية أن تصبح مالكة لهذا السلاح دون أن تتحمل أعباء امتلاكه الآن.
وأكدت الصحيفة أن وصول إيران إلى هذه المرحلة من الحصول على الأسلحة النووية يخلق لها قوة ردع شديدة في ظرف حساس نعيشه جميعًا.
"شرق": "بزشكيان يسير على خُطى "رئيسي"
قال الناشط السياسي والمرشح السابق للرئاسة الإيرانية، مصطفى هاشمي طبا، في مقال له بصحيفة "شرق" إن حكومة بزشكيان باتت تعتمد مبدأ "لا تلمسه فيكون أسوأ"؛ حيث لا تقوم بإجراء سياسات جديدة لمعالجة المشاكل، وإنما تعتمد على نهج وأساليب الحكومة السابقة، اعتقادًا منها أنه "لا يمكن إصلاح شيء" في الوضع الراهن.
وذكر الكاتب أن هذه الحكومة سوف تقوم ببعض التغييرات الشكلية في لوائح ميزانية العام المقبل، وتقدم للبرلمان الخطة نفسها، التي اعتمدتها حكومة رئيسي السابقة، وهي حكومة ثبت للجميع فشلها، وتعثر سياساتها في مجال الميزانية.
وأكد الكاتب أن حكومة بزشكيان، وعلى الرغم من مزاعم مسؤوليها وادعاءاتهم، تسير على الطريق نفسه الذي سارت عليه الحكومة السابقة، رغم الثغرات والمشاكل التي تعانيها هذه الأساليب السابقة.