أعلنت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، اعتقال شان مكغوفرن، العضو البارز في عصابة كيناهان الأيرلندية للجريمة المنظمة، وأحد أخطر المجرمين المطلوبين على مستوى العالم، في الإمارات العربية المتحدة، وقد أفادت تقارير صحافية بوجود علاقات بين هذا التنظيم وإيران وحزب الله.
ووفقًا لتقارير "الإنتربول"، فإن هذا الرجل البالغ من العمر 38 عامًا، والذي يُعد أحد الأعضاء رفيعي المستوى في عصابة كيناهان الإجرامية، تم القبض عليه يوم الخميس 10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بواسطة شرطة دبي.
وجاء هذا الاعتقال بعد صدور نشرة حمراء من منظمة الشرطة الجنائية الدولية، الخاصة بالمطلوبين دوليًا.
وقال يورغن ستوك، الأمين العام لـ"الإنتربول"، حول اعتقال هذا العضو البارز في "كيناهان": "تم القبض على أحد المجرمين المطلوبين من قِبل أيرلندا، بفضل الجهود المشتركة للسلطات الأيرلندية والإماراتية". وأضاف أن "حالات من هذا القبيل تؤكد قيمة التعاون بين الشرطة الدولية، وتظهر مرة أخرى أنه لا يمكن لأي هارب أن يظل محصنًا من العدالة".
وأضاف ستوك: "مكغوفرن، المتهم بجرائم تشمل القتل وقيادة مجموعة إجرامية منظمة، في انتظار تسليمه إلى أيرلندا".
وفي 21 أبريل (نيسان) 2023، تم الإبلاغ عن أن قائد هذه العصابة الإجرامية، دانيال كيناهان، فر إلى إيران؛ هربًا من الاعتقال والتسليم.
وقد أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، في 13 مايو (أيار) 2023، بوجود علاقات بين عصابة كيناهان وإيران وحزب الله.
وبحسب تقرير "التايمز"، فقد استخدمت عصابة كيناهان النظام المالي السري لحزب الله لدفع أموال إلى مجموعات إجرامية مختلفة، بما في ذلك كارتلات المخدرات في أميركا الشمالية.
وأشار التقرير إلى أن عصابة كيناهان قامت أيضًا بشراء طائرات مستعملة وقطع غيارها للجيش الإيراني من دول أفريقية وأميركا الوسطى من خلال مستندات مزيفة وشركات خارجية.
وذكرت "التايمز"، في العام الماضي، أن ضباط مكافحة الإرهاب البريطانيين كشفوا أن الشرطة والمخابرات أحبطت 15 مؤامرة إيرانية لاختطاف أو قتل "معارضي النظام".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا جاء بعد أن أغلقت قناة "إيران إنترناشيونال" استوديوهاتها في لندن، بناءً على توصية من الشرطة البريطانية، التي قالت إنها لا تستطيع ضمان أمن موظفي هذه القناة، بعد تلقيهم تهديدات من طهران.
وتم الحصول على الأدلة الأولى حول صلة عصابة كيناهان بطهران وحلفائها في عام 2016، عندما تم التعرف على نوفل فصيح، وهو مجرم هولندي من أصل مغربي، بشقة في العاصمة الأيرلندية، دبلن، تحت اسم مستعار هو عمر قزواني.
ويبدو أن فصيح، الذي يبلغ من العمر 42 عامًا، كان تاجر مخدرات في الشارع ولكنه حقق ثروة. وفي ذلك الوقت، أخبرت "الإنتربول" أجهزة الأمن الأيرلندية بأن فصيح كان مطلوبًا.
وكان الهولنديون يبحثون عنه لصلته باغتيال محمد رضا كلّاهى صمدى عام 2015، وهو معارض إيراني يبلغ من العمر 56 عامًا، حُكم عليه بالإعدام من قِبل نظام طهران.
وكان صمدي متهمًا من قِبل النظام الإيراني بالضلوع في تفجير مقر حزب "جمهوري إسلامي" في طهران عام 1981، وكان يعيش مع زوجته وعائلته في هولندا.
وتوصل جهاز الأمن الهولندي إلى أن اغتيال صمدي كان واحدًا من عمليتين سياسيتين نفذتهما إيران على الأراضي الهولندية. وأظهرت هذه الاغتيالات والتحقيقات المماثلة أن طهران كانت ضالعة في خطة تفجير في باريس، ومؤامرة اغتيال تم إحباطها في الدنمارك.
وأدت جرائم النظام الإيراني هذه إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على طهران، عام 2019.
وقامت أجهزة الأمن في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة، بإجراء تحقيقات واسعة حول استخدام إيران للعصابات الإجرامية لاستهداف معارضيها.
وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مؤخرًا، أن النظام الإيراني، الذي لديه تاريخ في استخدام عصابات إجرامية، لمهاجمة أهداف معينة في الدول الغربية، لا يزال يسعى إلى استخدام هذه الجماعات لاستهداف مصالح إسرائيل في جميع أنحاء العالم.