ظهر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بشكل مفاجئ على شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي، صباح الثلاثاء 15 أكتوبر (تشرين الأول)، ، بعد أسبوعين من الصمت والغموض بشأن مصيره، وذلك خلال تقرير عن وصول جثمان نائب قائد العمليات في الحرس الثوري، عباس نیلفروشان.
ورغم عدم تقديم أي تفاصيل بشأن اختفاء قاآني، خلال الأسبوعين الماضيين، فإن التقرير ألمح إلى عودته إلى طهران برفقة جثمان نیلفروشان.
وكان آخر ظهور علني لـ "قاآني" في 30 سبتمبر (أيلول الماضي)، بعد يومين من مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ حيث زار قاآني مكتب ممثل حزب الله في طهران، في ذلك الوقت.
ومنذ ذلك الحين، لم تصدر أي معلومات أو صور عن قاآني، كما أثار غيابه عن صلاة الجمعة، التي أمَّها المرشد الإيراني علي خامنئي، بالإضافة إلى عدم حضوره مراسم تكريم قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، تساؤلات حول مصيره.
وبينما انتشرت شائعات عن احتمال مقتله في الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع في 4 أكتوبر الجاري، فقد ذكر موقع "ميدل إيست آي" الإخباري القطري، الأسبوع الماضي، أن قاآني كان محتجزًا رهن التحقيق، وأنه تعرض لنوبة قلبية خلال الاستجواب نُقل على إثرها إلى المستشفى.
وبحسب التقرير، فإن قادة النظام يسعون إلى تحديد مصدر الاختراق الإسرائيلي لأجهزتهم الأمنية والعسكرية، الذي أدى إلى مقتل نصر الله ونیلفروشان، ويُشتبه بأن أجهزة الاتصال الخاصة بقاآني قد تم اختراقها، كما أفاد "ميدل إيست آي" بأن مدير مكتب قاآني اعتُقل أيضًا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وفي المقابل، نفت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، صحة التقارير، التي تشير إلى أن قاآني كان قيد التحقيق، ومع ذلك لم يصدر أي تعليق رسمي حول أسباب غيابه المفاجئ.
وفي 11 أكتوبر، وصف المستشار العسكري لقائد الحرس الثوري، حسين دقيقي، غياب قاآني عن المشهد العام بأنه "دليل على التزام القوات المسلحة بواجباتها". كما أشار حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي، إلى أن تجاهل الحرس الثوري للشائعات كان "ضربة ناجحة" ضد الأعداء، حيث تركهم في حالة من "الارتباك".
وقُتل عباس نیلفروشان في الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع في 27 سبتمبر على مقر حزب الله، إلى جانب حسن نصر الله وعدد من كبار قادة الحزب.
وقد تولى نیلفروشان مسؤولية قيادة عمليات الحرس الثوري في لبنان، بعد مقتل القائد السابق، محمد رضا زاهدي، في هجوم استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق.
ووصل جثمان عباس نیلفروشان إلى طهران في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، 15 أكتوبر، قادمًا من بغداد، بعد أكثر من أسبوعين على مقتله. وكان قد أعلن سابقًا أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، سيؤم صلاة الجنازة عليه.