يواصل النظام الإيراني ضغوطه المتزايدة على السجناء المشاركين في حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"؛ حيث وجهت نيابة الثورة في كرج اتهامًا إلى المعارض السياسي، أحمد رضا حائري، بـ"الدعاية ضد النظام، ونشر الأكاذيب".
وفي هذا الصدد أرسلت السجينة كلرخ إيرايي، رسالة مؤثرة من داخل سجن "إيفين"، دعت فيها إلى المعارضة الشاملة لعقوبة الإعدام في إيران.
وعُقدت جلسة استجواب في القضية الجديدة ضد أحمد رضا حائري، السجين السياسي، يوم أمس الأربعاء 16 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عبر "الفيديو كونفرانس" في الشعبة الأولى للتحقيق بنيابة الثورة بكرج.
واستندت هذه القضية، التي تم توجيهها بضغوط من الأجهزة الأمنية، إلى تقارير وشكاوى مسؤولي سجن قزل حصار في كرج، بسبب رسائل وتقارير هذا الناشط الحقوقي ضد تعذيب السجناء ونشاطه المناهض لعقوبة الإعدام في حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام".
ووجهت جهات التحقيق اتهامًا لهذا السجين السياسي المعارض بـ"الدعاية ضد النظام الإيراني، ونشر الأكاذيب"، مع رفض السلطات القضائية طلبه بالحصول على إجازة قصيرة من السجن.
وكان حائري قد اتُهم سابقًا بـ"نشر الأكاذيب"، بناءً على شكوى منظمة السجون، بسبب كشفه عن مقتل السجينين السياسيين: ساسان نيكنفس وأميرحسين حاتمي، وحُكم عليه بالسجن لمدة 91 يومًا. كما حُكم عليه في قضية أخرى، بناءً على شكوى استخبارات الحرس الثوري، بالسجن لمدة أربع سنوات وأربعة أشهر بتهمة "العمل ضد الأمن القومي، والدعاية ضد النظام".
ورغم إعلان محاميه، رامين صفرنيا، بأن الحكم الصادر بالسجن لمدة أربع سنوات وأربعة أشهر قد نُقض في المحكمة العليا، فإن أحمد رضا حائري لا يزال قابعًا في سجن قزل حصار لأكثر من 20 شهرًا منذ بدء حبسه.
رسالة كلرخ إيرايي من سجن "إيفين”
وردت السجينة السياسية، كلرخ إيرايي، في رسالتها لها من سجن "إيفين" بطهران، على الأنباء المتعلقة بنقل أربعة سجناء سياسيين عرب إلى الحبس الانفرادي؛ تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.
وأشارت، في رسالتها، إلى أحكام الإعدام الجائرة في إيران، وكتبت: "إذا كان سماع هذا الخبر يثير فينا شعورًا أقل من سماع أخبار رفقائنا في ظروف مشابهة، فهذا يعني أننا بدأنا في التحول إلى ما كنا نرفضه".
وأكدت إيرايي أنه في النضال ضد "العقوبة الوحشية للإعدام"، لا يمكن الاكتفاء بردود الفعل فقط على الإعدامات السياسية أو على أحكام الإعدام الصادرة ضد السجناء السياسيين. وكتبت: "من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، يجب أن نكون قادرين على إدانة كل حكم بالإعدام، حتى لأولئك الذين قد تبدو جرائمهم في نظرنا مرعبة".
وأضافت: "إذا كنا نرد على سماع عبارة (تم إعدامه) بالسؤال (لماذا؟)، فهذا يعني أننا نقبل حكم الموت لأولئك الذين لا تقع جرائمهم ضمن معاييرنا، ونعتبر النظام محقًا في قتلهم. من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، يجب علينا أن نقف ضدها بشكل شامل".
حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام"
الجدير بالذكر أن حملة "كل ثلاثاء لا للإعدام" بدأت بإضراب عن الطعام للسجناء السياسيين يومي 29 و30 يناير (كانون الثاني) 2024؛ احتجاجًا على إعدام وفا آذربار، محمد فرامرزي، بزمان فاتحي، ومحسن مظلوم، وهم سجناء سياسيون أكراد.
وانطلقت هذه الحملة لوقف الإعدامات من قِبل السجناء السياسيين المحتجزين في سجن قزل حصار في كرج، ثم انضم إليها رفقاؤهم من سجون أخرى.
ووردت تقارير، أول من أمس 15 أكتوبر الجاري، تفيد بأن نزلاء 22 سجنًا في إيران، منها: إيفين، قزل حصار، السجن المركزي في كرج، سجن طهران الكبرى، خرم آباد، أراك، أسد آباد أصفهان، سجن النظام في شيراز، بم، مشهد، لاكان رشت، قائم شهر، أردبيل، تبريز، أرومية، سلماس، خوي، نقده، سقز، بانه، ماريوان، وكامياران، مشاركون في إضراب "كل ثلاثاء لا للإعدام".
وقبل ذلك، تزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة الإعدام، قامت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" و"الحملة العالمية لمناهضة الإعدام في إيران"، بمشاركة منظمات ونشطاء حقوقيين ومدنيين وسياسيين، بتسليط الضوء لمدة 24 ساعة متواصلة على قضية الإعدام في إيران، دعمًا لحملة "كل ثلاثاء لا للإعدام".