تُقام مراسم إحياء ذكرى داريوش وبروانه فروهر، وهما من الشخصيات البارزة المعارضة للنظام الإيراني، اليوم الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني) في الذكرى السادسة والعشرين لاغتيالهما في طهران. وأعلنت برستو فروهر، ابنة الضحيتين، أنها ستتابع مطالبها بالعدالة في هذا الملف من منزل والديها.
ونشر الفنان باربد كلشیری، الخميس 21 نوفمبر، فيديو من حديقة منزل فروهر في طهران، وكتب: "زينا شجرة المنزل المتساقطة بأعلام وشعارات مثل: المرأة، الحياة، الحرية.. ونطالب بالعدالة ضد هذا الظلم.. وعاشت إيران".
يشار إلى أن برستو فروهر، الكاتبة والفنانة وناشطة حقوق الإنسان المقيمة في ألمانيا، تسافر إلى إيران كل عام في ذكرى قتل والديها اللذين كانا من ضحايا القتل السياسي الجماعي في التسعينيات.
وواجهت برستو، في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، إجراءات مشددة من قبل أجهزة الأمن الإيرانية في مطار طهران عند وصولها إلى إيران.
وفي هذا السياق، كتب كلشیری عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) في وقتها: "وصلت برستو فروهر إلى مطار طهران لتُقيم كما في كل عام ذكرى بروانة إسكندري وداريوش فروهر في منزلهما، وتكون شاهدة على ما يحدث لنا".
وأشار إلى أن قوات الأمن قامت بمصادرة أجهزتها الإلكترونية وجواز سفرها، وأخذت نسخًا من ملاحظاتها الشخصية.
وفي 29 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي إطار استعدادها لإحياء الذكرى، كتبت برستو فروهر في تدوينة على "إكس" أنها تأمل هذا العام أن "يستمر التضامن مع مناضلي العدالة الذين طالما كافحوا من بعيد وقريب للحفاظ على هذا التقليد في المنزل وموقع قتل فروهر".
وعلى الرغم من محاولات النظام الإيراني لطمس ذكرى فروهر من خلال ممارسة الضغوط على برستو لمنع إقامة مراسم الذكرى، فإن إصرارها على إقامة هذا الحدث في منزل والديها استمر.
وكانت مراسم إحياء الذكرى العام الماضي قد أُقيمت أيضًا في منزل فروهر، حيث تجمع عدد من الناشطين السياسيين والمدنيين بناءً على دعوة برستو، لتكريم ذكرى والديها في نفس موقع اغتيالهما.
ويضع النظام الإيراني، الذي يسعى دائمًا إلى إسكات أصوات العائلات المطالبة بالعدالة، مزيدًا من الضغط على هذه العائلات في ذكرى القتلى، باستخدام التهديدات والاعتقالات.
يذكر أن داريوش وفروهر إسكندري، زعيما حزب "ملت إيران"، قُتلا عام 1998 في منزلهما بطهران، حيث تعرضا للطعن. وكان اغتيالهما جزءًا من سلسلة اغتيالات استهدفت الناشطين السياسيين والكتاب والمفكرين في التسعينات، والمعروفة باسم "القتل المتسلسل".
وفي 3 ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام، اختفى محمد مختاري، الكاتب والشاعر وعضو هيئة تحرير اتحاد الكتاب الإيرانيين، وفي 9 ديسمبر اختفى محمد جعفر بوینده، المترجم وأحد الناشطين البارزين في الاتحاد، وتم العثور على جثتيهما بعد فترة.
وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن "العناصر المتطرفة" داخل الوزارة هي المسؤولة عن هذه الجرائم. وتم اعتقال سعيد إمامي (إسلامي)، أحد مساعدي وزير الاستخبارات السابق في هذا السياق، وفي وقت لاحق تم الإعلان عن انتحاره في السجن.